Economie et Finance

Economie et Finance
Economie et Finance

آخر المواضيع

16.4.10

" النظام الرأسمالي ؟ ...أتركه يمر أتركه ينهب" !



الرأسمالية ! وشعارها البراق الشهير: " دعه يعمل دعه يمر " ، نظام ابتكره ووضع أسسه الإنسان مطلقا عليه مفردات براقة لتحسين صورته ، كالمرأة التي تختفي وراء عمليات التجميل مخفية صورتها وسنها الحقيقيين للإغراء ...
نظام أسسه ( بضم الألف)  الملك الخاص واقتصاد يتحكم فيه العرض و الطلب ظاهريا ، باطنيا الاحتكار الجشع والاستغلال المنظم وخلق اختلال توازن طبقي ، لتبقى في نهاية طبقتين لا ثالث لهما ، الأولى ثراء فاحش حتى التخمة والأخرى أغلبية في بحار الفقر والعوز تسبح ...
نظام لا دخل للدولة فيه، بمعنى هو الدولة و أي تدخل منها، أي الدولة، تدق أجراس الخطر بأنها تحاول، أي الدولة، الالتفاف لتقويض أسس نظام ازدهار و رفاهية الأمم...
وعلى أسسها، أي الرأسمالية، أسست الشركات والتجمعات المالية وتحويل ذلك الشعار البراق " دعه يعمل دعه يمر " ليحل مكانه " أتركه يمر أتركه ينهب.. " . وجاءت بعد ذالك فكرة الغزوات و احتلال الأمم للسيطرة على ثرواتها، حقبة عرفت بالاستعمار شعارها رفاهية تلك الشعوب وتمكينها بالاستمتاع بمزايا هذا النظام... وباسم هذا النظام استنزفت حتى النخاع خيرات ومقدرات تلك الأمم .
حتى بعد أن زعمت أنها أعطت لتلك الأمم حريتها و استقلالها وهي في الحقيقة لا تعطي لها سوى "علم و نشيد"، كما قال أحد الزعماء الثوريين العرب. تاركة كل خيوط التحكم الاقتصادي لتلك الأمم في أيادي هذا النظام ليواصل التطبيق العملي لنظريته "الاستنزافية" ، لكن هذه المرة بأساليب و بواسطة مؤسسات مالية تحت مختلف المسميات، ينطبق عليها المثل العربي العامي: " من لحيته يبخره..." ، أي بمعنى بثرواتها (أي الأمم) وخيراتها يتم إفقارها ...
لكن ، هذا النظام زالت عنه تلك العمليات التجميلية ، وبان سن و جمال تلك المرأة ، بعد أن ألهمت الناس زيف الجمال وسوء الأخلاق ... ليشهد في الأخير شهود من أهلها على ذالك ...
أول الشهود أقرب الأقربين ، الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي ، الرأسمالي و الليبرالي حتى النخاع انقلب انقلابا و تحولا مثيرا" باعترافه أن " السوق الرأسمالي الذي كان دائما على حق ،قد أتنهى" طالبا بإعادة صياغة مفهوم الرأسمالية... !
الشاهد الثاني ، أمريكا عاصمة و قلب هذا النظام النابض ، رغم أنه لم يصدر منها اعترافا صريحا بموت هذا النظام ،دماغيا و سريريا، والاحتفاظ به في غرفة الإنعاش لعل و عسى تعود إليه الحياة ، كالذي يحتفظ بجثة ميت حتى تحلل وتصدر منها روائح كريهة ليجبر في الأخير إلى عملية الدفن تفاديا لتلك "الروائح الكريهة" ...
هذا النظام الذي كان يعتبر أي تدخل من الدولة في النظام الاقتصادي "الحر" خطيئة و جريمة لا تغتفر ، وهو على فراش الاحتضار وسكرات الموت بدأ البحث عن "رَاقٍ ". حتى ولو كانت وصفاته العلاجية من مخلفات "أدوية" النظام الاشتراكي "البائد"...الذي كان يعتبر سما للشعوب "الحرة"...


حمدان العربي
16.04.2010

ليست هناك تعليقات: