أكبر سؤال مطروح هو : هل مازال هناك مستقبلا للرأسمالية . هذا السؤال ، مطروح من طرف أهل الرأسمالية أنفسهم، بمعنى "شهود من أهلها"...
لو أنه ، أي السؤال ، جاء من المناوئين لها لصنف ذلك في إطار مؤامرة تحاك ضد النظام قاعدته الأساسية "أتركه يعمل،أتركه يمر". لتتحول (القاعدة)، "أتركه يمر، اتركه ينهب"...
في أحد المؤتمرات لأهل هذا النظام ، أي الرأسمالية، 2600 من أقوى أثرياء العالم وضعوا هذا السؤال على جدول أعمالهم. واحد من هؤلاء المشاركين تساءل صراحة : "هل ما زالت الرأسمالية تعمل؟ هل سنشهد نموا في المستقبل؟ . و تحدث عن الحاجة إلى ابتكار "مفهوم جديد للرأسمالية المسؤولة"...
وعبر عن خشيته انه حتى لو تمكن من الوصول إلى مفهوم للمواضيع الشائكة، لن يكون هذه المفهوم واضحا بالنسبة للسواد الأعظم من البشر في شتى أرجاء المعمورة. وعبر آخر بأكثر صراحة ، قائلا : "الرأسمالية بشكلها الحالي غير ملائمة لعالمنا المعاصر"...
وسبق هؤلاء جميعا ، الرئيس الفرنسي ، نيكولاس ساركوزي ، الابن الشرعي للرأسمالية ، في خطاب موجه للشعب الفرنسي حول الأزمة الاقتصادية التي عصفت بأسس الرأسمالية مطالبا بإعادة صياغة مفهوم الرأسمالية والتي تم التلاعب بمفهومها وأسسها ، على حسب تعبيره...
وقد غازل الرئيس ساركوزي في ذلك الخطاب الاشتراكية عندما قال " السوق الذي كان دائما على حق ،قد أتنهى" ! بمعنى القاعدة المذكورة انفا : "اتركه يعمل أتركه يمر " انتهت ، بغير رجعة ...
الرأسمالية ، النظام الذي وضعه الإنسان على حسب مقاسه، رغم كل الأزمات وما تحمله من متاعب على طبقات واسعة من المجتمعات تبقى طبقات الأغنياء والأثرياء في منأى عنها ...
وبعد كل أزمة تبين بيانات لمصادر مختصة في متابعة خطى هؤلاء الأثرياء أنهم يزدادون ثراء بعد كل عاصمة لأزمة اقتصادية من العيار الثقيل ...
فمثلا ، تقول تلك البيانات بعد الأزمة العالمية الأخيرة ، أثرياء العالم زادوا ثراء واستعادوا تقريبا كل الخسائر الناجمة عن الأزمة المالية التي بلغت أسوأ درجاتها عام 2008 ...
بمعنى ، الرأسماليون لهم قابلية التأقلم مع الوضع ويعرفون كيف يتجنبون رياح العواصف بل ويحولون تلك الرياح العاصفة إلى طاقة دفع مركباتهم الشراعية لتجنب الأمواج العاتية ...
أكثر من ذلك ، لا يجدون حرجا في اللجوء للقوانين الاشتراكية التي كانوا و ما زالوا يحاربونها بقسوة معتبرين إياها سبب مصائب العالم ، لإنقاذهم من الإفلاس ...
كما حصل في الأزمة المالية الأخيرة وأصبحت الدول تدعم بالأموال العامة المؤسسات المفلسة. وقد يرى البعض ذلك تسولا على أبواب الاشتراكية....
قلت ، في كل ركود و كساد اقتصادي وما يحمله من متاعب و إرهاق لطبقات واسعة من المجتمعات تضرب من خلاله، في الصميم ، القدرات الشرائية لأفراد تلك المجتمعات و تزول كليا من الوجود الطبقة الوسطي لتبقى طبقتين لا ثالثة لهما ...
طبقة الأغنياء بثراء حتى التخمة و طبقة عليها "استعمال أحزمة" من النوع الخاص لإسكات صرخات بطونها ، في كل أزمة...
بالمقابل ، وبفضل هذا النظام (الرأسمالية) ، عدد الأثرياء يزداد عددا و ثرواتهم تزداد نموا . حتى في إحدى الدراسات سابقة ، أعدت لإحدى المصارف أن نمو أثرياء العالم أزداد بنسبة 17 بالمائة ، ووصل عدد هؤلاء الى 10 ملايين ثري وازدادت ثروتهم بمعدل 19 بالمائة لتصل إلى 39 تريلون دولار...
ويرى بعض المحللين و المختصين ، ربما تكون تلك الأزمات "بفعل فاعل " لأن كل ما كانت هناك أزمة زادت قائمة هؤلاء الأثرياء طولا و "بطونهم" انتفاخا ...
آخر مثال ، اليونان التي عصفت بها أزمة اقتصادية قل نظيرها وأصبحت تفكر جديا بيع أجزاء من أراضيها وسيادتها الوطنية للحصول على المال للبقاء على قيد الحياة ...
الخوف كل الخوف أن يؤمم هذا الحل على الجميع بعد كل أزمة اقتصادية و ضائقة مالية تقوم أو تجبر تلك الدولة التي عصفت بها الأزمة ، ببيع وتنازل لهؤلاء الأثرياء بالتدريج عن أجزاء من ممتلكاتها و بالتالي عن سيادتها الوطنية لتختفي مفهوم السيادة "الكلاسيكية"، لتحل محلها سيادة من نوع جديد. سيادة يتحكم فيها الأثرياء...
رغم أن هذا النظام ، أي رأسمالية ، هو في صراع مع سكرات الموت وهو ، أي النظام الرأسمالي ، على قيد الحياة فقط بالتغذية الاصطناعية، وهذه شهادة أهله أنفسهم "...
لو أنه ، أي السؤال ، جاء من المناوئين لها لصنف ذلك في إطار مؤامرة تحاك ضد النظام قاعدته الأساسية "أتركه يعمل،أتركه يمر". لتتحول (القاعدة)، "أتركه يمر، اتركه ينهب"...
في أحد المؤتمرات لأهل هذا النظام ، أي الرأسمالية، 2600 من أقوى أثرياء العالم وضعوا هذا السؤال على جدول أعمالهم. واحد من هؤلاء المشاركين تساءل صراحة : "هل ما زالت الرأسمالية تعمل؟ هل سنشهد نموا في المستقبل؟ . و تحدث عن الحاجة إلى ابتكار "مفهوم جديد للرأسمالية المسؤولة"...
وعبر عن خشيته انه حتى لو تمكن من الوصول إلى مفهوم للمواضيع الشائكة، لن يكون هذه المفهوم واضحا بالنسبة للسواد الأعظم من البشر في شتى أرجاء المعمورة. وعبر آخر بأكثر صراحة ، قائلا : "الرأسمالية بشكلها الحالي غير ملائمة لعالمنا المعاصر"...
وسبق هؤلاء جميعا ، الرئيس الفرنسي ، نيكولاس ساركوزي ، الابن الشرعي للرأسمالية ، في خطاب موجه للشعب الفرنسي حول الأزمة الاقتصادية التي عصفت بأسس الرأسمالية مطالبا بإعادة صياغة مفهوم الرأسمالية والتي تم التلاعب بمفهومها وأسسها ، على حسب تعبيره...
وقد غازل الرئيس ساركوزي في ذلك الخطاب الاشتراكية عندما قال " السوق الذي كان دائما على حق ،قد أتنهى" ! بمعنى القاعدة المذكورة انفا : "اتركه يعمل أتركه يمر " انتهت ، بغير رجعة ...
الرأسمالية ، النظام الذي وضعه الإنسان على حسب مقاسه، رغم كل الأزمات وما تحمله من متاعب على طبقات واسعة من المجتمعات تبقى طبقات الأغنياء والأثرياء في منأى عنها ...
وبعد كل أزمة تبين بيانات لمصادر مختصة في متابعة خطى هؤلاء الأثرياء أنهم يزدادون ثراء بعد كل عاصمة لأزمة اقتصادية من العيار الثقيل ...
فمثلا ، تقول تلك البيانات بعد الأزمة العالمية الأخيرة ، أثرياء العالم زادوا ثراء واستعادوا تقريبا كل الخسائر الناجمة عن الأزمة المالية التي بلغت أسوأ درجاتها عام 2008 ...
بمعنى ، الرأسماليون لهم قابلية التأقلم مع الوضع ويعرفون كيف يتجنبون رياح العواصف بل ويحولون تلك الرياح العاصفة إلى طاقة دفع مركباتهم الشراعية لتجنب الأمواج العاتية ...
أكثر من ذلك ، لا يجدون حرجا في اللجوء للقوانين الاشتراكية التي كانوا و ما زالوا يحاربونها بقسوة معتبرين إياها سبب مصائب العالم ، لإنقاذهم من الإفلاس ...
كما حصل في الأزمة المالية الأخيرة وأصبحت الدول تدعم بالأموال العامة المؤسسات المفلسة. وقد يرى البعض ذلك تسولا على أبواب الاشتراكية....
قلت ، في كل ركود و كساد اقتصادي وما يحمله من متاعب و إرهاق لطبقات واسعة من المجتمعات تضرب من خلاله، في الصميم ، القدرات الشرائية لأفراد تلك المجتمعات و تزول كليا من الوجود الطبقة الوسطي لتبقى طبقتين لا ثالثة لهما ...
طبقة الأغنياء بثراء حتى التخمة و طبقة عليها "استعمال أحزمة" من النوع الخاص لإسكات صرخات بطونها ، في كل أزمة...
بالمقابل ، وبفضل هذا النظام (الرأسمالية) ، عدد الأثرياء يزداد عددا و ثرواتهم تزداد نموا . حتى في إحدى الدراسات سابقة ، أعدت لإحدى المصارف أن نمو أثرياء العالم أزداد بنسبة 17 بالمائة ، ووصل عدد هؤلاء الى 10 ملايين ثري وازدادت ثروتهم بمعدل 19 بالمائة لتصل إلى 39 تريلون دولار...
ويرى بعض المحللين و المختصين ، ربما تكون تلك الأزمات "بفعل فاعل " لأن كل ما كانت هناك أزمة زادت قائمة هؤلاء الأثرياء طولا و "بطونهم" انتفاخا ...
آخر مثال ، اليونان التي عصفت بها أزمة اقتصادية قل نظيرها وأصبحت تفكر جديا بيع أجزاء من أراضيها وسيادتها الوطنية للحصول على المال للبقاء على قيد الحياة ...
الخوف كل الخوف أن يؤمم هذا الحل على الجميع بعد كل أزمة اقتصادية و ضائقة مالية تقوم أو تجبر تلك الدولة التي عصفت بها الأزمة ، ببيع وتنازل لهؤلاء الأثرياء بالتدريج عن أجزاء من ممتلكاتها و بالتالي عن سيادتها الوطنية لتختفي مفهوم السيادة "الكلاسيكية"، لتحل محلها سيادة من نوع جديد. سيادة يتحكم فيها الأثرياء...
رغم أن هذا النظام ، أي رأسمالية ، هو في صراع مع سكرات الموت وهو ، أي النظام الرأسمالي ، على قيد الحياة فقط بالتغذية الاصطناعية، وهذه شهادة أهله أنفسهم "...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق