Economie et Finance

Economie et Finance
Economie et Finance

آخر المواضيع

8.10.08

"دراهم الماء... ! "


حقيقة ما يجري في الأسواق المالية العالمية وقلوبها النابضة البورصات، صورة طبق الأصل لما جرى لذالك التاجر اللبن الذي جمع ثرواته من تجارة اللبن نصفه ماء.
وعندما هم لأداء فريضة الحج ، ضاعت منه تلك الأموال في عرض البحر ،ففهم،بعد فوات الأوان أن "دراهم الماء مصيرهم الماء...".
أزمة أظهرت هشاشة نظام قدم للناس أنه منفذهم الوحيد للرخاء والازدهار. حتى أبناء "الشرعيين" لهذا النظام شهدت قناعتهم وعقائدهم الفكرية و الاقتصادية " انقلابا و تحولا مثير وباعترافهم أن " السوق الذي كان دائما على حق ،قد أتنهى" ! ... لكن بعد فوات الأوان ، وأكل الماء الأخضر و اليابس ، كما حصل لذالك التاجر البائس.
أزمة ! تحولت إلى علة مزمنة لم تنفع معها الوصفات الطبية و لا العمليات الجراحية ، وكل ذالك أصبح كمن يضخ الأكسجين في جسم مريض محكوم عليه سلفا بالموت ، وكان بالأجدر تهيئة له القبر بدل من ضياع أموال أخرى في محاولات الإنعاش .
الدول التي فرضت على العالم هذا النظام ،كرها و طوعا ، وأجبرتها على تبني نظام البورصات و المضاربة ، و فرضت على تلك الدول عدم دعم ونجدة بل و التخلص من مؤسستها العمومية و الاجتماعية و الاقتصادية.
مؤسسات كانت عونا و سندا للطبقات الكادحة التي لا تفهم ولا تفقه معنى لتلك الإشارات الحمراء و الأيادي المرفوعة تارة و نازلة تارة أخرى في قاعات تسمى البورصات ... طبقة همها الوحيد منصب شغل ومكان للعلاج ومكان "لتمدرس" الأبناء.
تلك الدول التي فرضت على الجميع هذا النظام ها هي اليوم تعود مهرولة مستنجدة بوصفة من وصفات ذالك النظام التي حاربته و اقتلعته من جذوره و كانت ترى فيه كل المساوئ و الأمراض وكانت ترى فيه حاجز للرفاهية الشعوب.
بالأمس القريب كانت كل دولة تحاول إنقاذ مؤسسة من مؤسستها ترسل مباشرة إلى قائمة الدول "المارقة" ويسلط عليها غضب وتقفل في وجهها الأبواب و كل منافذ المالية و التجارية حتى تعود إلى " بيت الطاعة " .
أما اليوم ،وبدون تردد ،تلك الدول تضخ المليارات و المليارات من الخزائن العمومية لإنقاذ مؤسستها ، رغم أن كل الدلائل و بشهادة خبرائهم أن ذالك سيذهب سدى ، و أن هذا النظام قد انتهى ...كما انتهت ثروة ذالك التاجر.


أهم الأحداث - الرئيسية -

Home

ليست هناك تعليقات: