( الصورة : من موقع بي.بي.سي)
"مجموعة هم الأحداث" : تقول تقارير اقتصادية أن أسعار القمح ارتفعت بمستويات قياسية خلال الشهر الماضي ، ويعود السبب الرئيسي في ذالك موجة الحرائق التي ألحقت اضرارا جسيمة بالمحصول ، التي تعتبر روسيا ثالث دولة مصدرة لهذه المادة الغذائية الرئيسية عالميا.
وضعية دفعت القيادة الروسية إلى إعلان حالة الطوارئ و بالخصوص في سبع مناطق ، وتعليق التصدير حتى يتم جني المحصول القادم . ويقول الخبراء و المتتبعون أن كل الدلائل تشير أن نهاية لهذه الوضعية لن تكون قريبا . خاصة إذا عرفنا أن روسيا تؤمن حوالي 8 بالمائة من إنتاج القمح عالميا .
وكان المجلس للمواد الأولية الزراعية خفض إلى حد كبير تقديراته للإنتاج الزراعي العالمي في الموسم المقبل ليبلغ 651 مليون طن.
ويؤكد الخبراء إن إنتاج القمح لهذه السنة سيعرف انخفاضا بحوالي 17 بالمائة نسبة لمحصول عما كان عليه العام الماضي في كندا التي شاركت روسيا في المرتبة الثالثة للدول المصدرة للقمح في العالم العام الماضي .
التشاؤم يزداد إذا أخذنا في الحسبان فيضانات الهند وباكستان البلدين اللتين يسهمان بحوالي 15 بالمائة من إنتاج هذه المادة عالميا . أو تلك الأخبار الغير سارة أيضا الآتية من أوكرانيا وكازاخستان، و كندا التي تعاني هي أيضا بسبب الأمطار التي لم تتوقف و غمرت مياهها حقول القمح. حتى استراليا غير مضمونة بسبب تهديدات الجراد الذي سيأكل الأخضر و اليابس.
هذه الوضعية أجبرت عدة دول التي تعتمد كليا أو بشكل كبير على الاستيراد للبحث بسرعة عن أسواق بديلة . أملها الوحيد في محاصيل الولايات المتحدة التي كانت عليها حرائق روسيا "بردا و سلاما" على مزارعيها وأصبحت كل الأنظار متجهة إليها و محاصيلها الوفيرة هذه السنة لتعويض النقص الناتج عن الكوارث التي عصفت بالمحاصيل العالمية و على رأسها حرائق روسيا. ولكن ذالك لن يكون بالمجان على تلك الدول ، وخاصة التي تعاني من تفاقم العجز في موازناتها بسبب المبالغ التي تنفقها في دعم أسعار الخبز.
وبدأت بالفعل بعض من تلك الدول إلى رفع الدعم عن الخبز بطرق أغلبها غير مباشرة كرفع من الرسوم وما شابه مما يؤدي في النهاية الى رفع من سعر الرغيف الخبز التي تعتمد عليه كليا الطبقات الفقيرة .
ولا يعرف إذا كانت من الحكمة على هؤلاء أن يكثروا من الدعاء لحفظ روسيا من الحرائق و الولايات المتحدة و جيرانها من الفيضانات .. ليس حبا أو إكراما لهم وإنما لكي يبقى ذالك الرغيف ، الذي يعتبر آخر خط يحمي بطونهم من آهات وعذابات الجوع ، في متناول جيوبهم ولكي لا يزداد الطابور طولا أمام المخابز ...
رغم أن الأمل يبقى معلقا ، كما يفترض هؤلاء الخبراء، بأن لن تكون هناك مجاعة وشيكة و يبقى العالم في منأى من الوقوع في فاقة بسبب المخزون المسجل الذي سيبقى في ثالث أعلى مستوى له. لكن ذالك لن يبقى أكيدا في كل الأوقات وفي كل الأزمنة...
* ( الأرقام مصدرها موقع بي.بي.سي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق